مراجعات الكتب

حياة في الإدارة: سيرة غازي القصيبي

مراجعة نواف عبد الله


حجم الخط-+=

 

 

كتاب شهير، صوره في كل برامج التواصل والأكيد أنك سمعت به، حياة في الإدارة هي سيرة ذاتية عملية للراحل غازي القصيبي، يتحدث فيها عن حياته العملية والإدارية والمناصب التي تولاها من فترة دراسته كطالب يحضر الماجستير والدكتوراه إلى أن أصبح سفير المملكة العربية السعودية في مملكة البحرين.

للكتاب قيمة ثقافية كبيرة، فمن خلال سرده سوف تتعرف على وضع وحال المملكة في السبعينيات والستينيات الميلادية وكيف كانت الجامعات تُدار، والمؤسسات وغيرها. تطرق غازي لقاءاته مع ملوك المملكة ومنهم الملك خالد والملك فهد والملك عبد الله رحمهم الله جميعاً.

 

“لا أذكر أنني نمت ليلة واحدة وعلى مكتبي ورقة “

شاركنا الراحل رحمه الله، مواقف تدل على إخلاصه وعمليته فيقول: 

“لا أذكر أنني نمت ليلة واحدة وعلى مكتبي ورقة تحتاج إلى توقيع، لأنني أدرك أن التوقيع الذي لا يستغرق مني ثانية قد يعطل مصالح الناس عدة أيام” 

وكذلك شارك نقده الخاص بطرق التعليم ونهجه في جعل المحتوى مشوقا للطلاب.

“يمكن تلخيص أسلوبي في التدريس على النحو التالي: لا يمكن للمادة أن تكون مفيدة ما لم تكن مشوقة، ولا يمكن أن تكون مشوقة ما لم تكن مبسطة، ولا يمكن أن تكون مفيدة ومشوّقة ومبسطة ما لم يبذل المعلم أضعاف الجهد الذي يبذله الطالب.” 

يحوي الكتاب العديد من القصص الطريفة وما وراء الكواليس لشخص شغوف ومشغول بمسؤوليات عديدة، شاركنا أفكاره ومشاعره وشاركنا دعم عائلته وزوجته بالأهم. 

 

نصائح إدارية -وحياتية- مهمة

يحوي الكتاب العديد من النصائح القيّمة ومنها:

  1. لا تستح أبدا أن تعترف بجهلك وأن تعالجه بخبرة الخبراء. فالإنسان الذي يعرف نقاط ضعفه يملك فرصة حقيقية في تحويلها إلى نقاط قوة
  2. لا يوجد عمل – مهما ارتفع شأنه ومقام صاحبه- يخلو من مشاغل روتينية.
  3. احرص على تسجيل كل شيء في الأوراق (اتفاقات، نتائج، اجتماعات) لأن قوة الذاكرة ليست من سمات غالبية الناس.
  4. افتح المجال أمام الآخرين وسوف يذهلك ما تراه من منجزاتهم.
  5. لا ينبغي للرئيس الإداري – مهما كان تعلقه بالمؤسسة التي يرأسها- أن يختلق جدوى لا توجد، وأن يحرص على توسع لا ينفع.
  6. لا يجوز للإداري- مهما كانت عواطفه الإنسانية نحو زميل- أن يبقيه في موقعه؛ إذا كان بقاؤه يعرض العمل أو الآخرين للخطر.

 

خاتمة: 

الكتاب مُثمر جداً والسلبية الوحيدة التي واجهتني هي أنني أنهيت قراءته. أنصح الجميع بقراءة هذا الكتاب لما فيه من متعة وحماس وشغف لا ينتهي. الكتاب مُشوق جدًا ويعطيك دافعا وحماسا للعمل والإخلاص والإحسان ليس في عملك فقط بل بكافة أمور حياتك. يسرد مواقف توضح لك جوانبا مميزة يقتدى بها في شخصية القصيبي، ويحفز على تطوير الذات والعلاقات الاجتماعية وفي الكتاب فوائد عظيمة فلا تحرم نفسك منها!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى