مترجممقالات

منظور الشخص الأول: كيف تُسرد القصص؟

أكرم علي


حجم الخط-+=

 

للكاتبة: كيت برودشينكو

يعتبر  سرد القصة قصة بحد ذاتها ولكل سرد راوِ يحكي من وجهة نظره الخاصة، عادة ما يستخدم السرد ضمير المتكلم “أنا” أو “نحن” إذا سردت القصة من وجهة نظر شخصيتين أو أكثر، وقد يعرض الراوي دور الشخصية الرئيسية في القصة تارة ودور الشخصية المعارضة تارة أخرى، وقد يذهب إلى أبعد من ذلك ويجسد دور شخصية ثانوية في القصة.

يلتمس القارئ من وجهة النظر السردية للشخص الأول الوصول إلى منظور الراوي فقط وسرده للأحداث والشخصيات والحبكة، وغالبًا ما يتضمن منظور الشخص الأول (أنا، نحن) تجارب الراوي وملاحظاته وأفكاره ومشاعره ودوافعه التي قد تنقل في بعض الأحيان المعلومات التي سمعها الراوي أو ما تذكر من الماضي.

ومن المهم فهم أن جميع المعلومات المقدمة في هذا الوضع السردي لا يكون فيها الراوي موضوعيًا، إنما يسرد الأحداث حسب وجهة نظره الخاصة مما يعني أنها ليست موثوقة. 

 

الأنواع 

 

تتواجد وجهات النظر السردية من منظور الشخص الأول في عدة أجناس أدبية منها: مجموعة متنوعة من القصص القصيرة والروايات وأنواع أخرى من الكتابة (مثل المقالات)، وتظهر في مجموعة متنوعة من الأشكال.

تختلف الأشكال وفقًا لكيفية سرد الشخص الأول لنقل القصة، وهناك أربعة أنواع من وجهات نظر الشخص الأول:

  • السرد الموضوعي.
  • سرد المراقب للأحداث.
  • السرد الذاتي.
  • المونولوج الداخلي (و يقصد بذلك تعبير شخصية ما عن أفكارها ومشاعرها وانطباعاتها الداخلية وسرد القصة عن طريق الحديث مع الذات).

 

الراوي المنفصل و الروائي المراقب للأحداث 

 

رواية السير الذاتية المنفصلة هي إحدى أنواع السرد من المنظور الأول ، يجسد فيها الراوي ما سلف من حياته فيخبرنا عن الصعوبات التي واجهته في رحلته ويأخذ دور المعلق والمحلل على مواطن الخطأ والصواب.

النوع الآخر هو الراوي المراقب للأحداث، وهو أسلوب يوظف شخصية ليس لها أثر يذكر في القصة أو شخصية ثانوية مثل صديق أو أخت الشخصية الرئيسية لسرد القصة أو إخبار جزء منها.

هل يكون سرد المراقب موثوقًا به أو غير موثوق به؟ يعتمد ذلك على نوايا الكاتب والتأثير الذي يحاول تحقيقه.

 

السرد الذاتي والمونولوج الداخلي

 

الراوي الذاتي هو راوي غير موثوق به يقضي معظم القصة في محاولة لإقناع القارئ بشيء ما، لديه موقف حازم حول حدث معين أو شخص معين ويستخدم الوقت في القصة ليجادل بما يوافق أفكاره،

غالبًا ما يستخدم السرد الذاتي من قبل الشخصيات الرئيسية المعارضة للبطل فيبررون ويحاولون إقناع القارئ بقيمهم أو وجهات نظرهم، أما المونولوج الداخلي للراوي فغالبًا ما يتجنب الجمل الكاملة ويهدف إلى تقديم آراء الراوي وخبراته من خلال حبل أفكار الشخصية، ويعرف أيضًا بتيار الوعي.

حيث يمكّن الكاتب من إظهار وجهة نظره الشخصية من خلال صياغة تسلسل أفكارها ومشاعرها بصيغة كتابية وكغيره من طرق السرد يمكن أن يكون موثوقًا أو غير موثوق به.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى