مراجعات الكتب

عداء الطائرة الورقية: لأجلك ألف مرة ومرة

جود


حجم الخط-+=

 

“لأجلك ألف مرة ومرة”

 

عبارة رسخت في ذهني وأذهان جميع من قرأ للروائي خالد حسيني من رواية عداء الطائرة الورقية الذي قالت عنها نيويورك تايمز “قصة شيقة ومفعمة بالحياة تذكرنا بالكفاح الطويل لهذا الشعب”.

لم تكن رواية أو سرد قصصي فحسب، بل ملحمة حروب أرضها  أفغانستان والتي هاجر فيها الشعب أرضه، وفقد الابن أباه، وثكلت الأم وليدها.

ذكر كاتبها خالد حسيني، أن القصة عن العلاقة بين الأب والابن  وهذه الثيمة  موجودة ببقية أعماله الأدبية كذلك، لاهتمامه بكتابة العلاقات الأسرية. يصف الكاتب علاقة الخادم والمجتمع المرموق، لينقل مشاعر الصراع الإنسانية والظلم والعدالة ومعاناة الحرب والشعور بالذنب.

تبدأ الرواية  بطفولة أمير ونشأته في كنف أبيه الثري وبحسن والذي يعتبر حينها ابن خادم المنزل رفيق لتلك المرحلة كان حسن من الهزارة، وهي قبيلة كثيرًا ما تعاني التعصب والنبذ في أفغانستان. 

“لأجلك ألف مرة ومرة!” تعود تلك الجملة لذلك الطفل ذو الشفة الأرنبية  والقلب الطيب. قالها لأمير، و لم تكن عادية إطلاقًا فأثرها استمر إلى نهاية الكتاب، وعند كل منعطف في حياة أمير يستذكر ما قال له حسن: “لأجلك ألف مرة ومرة”.

كانت فترة طفولة أمير  وحسن فترة ازدهار  وتطور  لأفغانستان  وبعد بلوغهم لمرحلة ما قبل المراهقة تنقلب البلاد إلى جحيم وعذاب لهم، ويهم أمير وأبيه بالهرب والنجاة ، وكشف الحقيقة المؤلمة من خلال عودة  أمير إلى أفغانستان لاسترجاع ابن حسن ، كثيرة تلك المنعطفات المؤلمة والرائعة منها والتي لا بد أن تستمتع بها كقارئ دون أي حرق لأحداثها.

حين تبدأ في تقليب أولى صفحات الكتاب لن تستطيع  إغلاقه أبدًا وبعد الانتهاء منه، لن تنسى ما حدث لحسن من آصف و صمت ابنه الطويل حتى بعد خروجه من  أفغانستان، وأيضًا لن تنسى وجع الفقد و دمار الوطن وموت الأصدقاء وذبول الآباء، ستظل الرواية عالقة في ذهنك وعند سماعك لكلمة لأجلك سوف تكمل العبارة دون وعي بـ “ألف مرة ومرة”.

 

اقتباسات من الرواية

 

في ذلك الأسبوع، رسخت في ذهنها قناعة أن من بين كل المشقات التي يواجهها الشخص لا شيء أكثر عقابًا من فعل الانتظار

 

ليس هناك فعل أشنع من السرقة، رجل يأخذ ما ليس له، قد تكون حياة أو قطعة خبز ، ابصق على هكذا رجل،  وإذا التقيت بمثله مرة فليساعده الله.

 

تساءلت إن كان الغفران ينمو على هذا النحو، ليس برؤيا صاخبة، وإنما بالألم وهو يلملم متاعه ويحزم حقائبه، و يتسلل في منتصف الليل راحلاً بلا إعلان.

 

ولكني دائمًا أشاهد ، أشاهد لأرى نظرة الاستسلام للقدر في  عيّني  الحيوان ، بسخافة ، أتخيل أن الحيوان يفهم ، أتخيل أن الحيوان يرى أن موته الوشيك يخدم هدفًا أكبر.

 

تدقيق: زكيـة العتيبي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى