محتوى مترجم

عندما تتجمع غيوم الحزن، دعها تمطر!

سارة الذيابي


حجم الخط-+=

 

المصدر: سايك سنترال 

 

الحزن، ذلك الضيفٌ الثقيلٌ الذي يطرق أبواب الجميع، لا أحد يود استقباله، ولكن لا نستطيع رفضه. يبدو وكأنه سحابةٌ كثيفةٌ لن تنقشع ولن تكف عن الهطول عليك أبدًا.

عندما يأتي الحزن طارقًا الباب، يحاول الكثير عزلهُ في مكانٍ ما، وتجاهله، وملأ يومهم بالمشتتات، ولكن الحقيقة هي أن تجاهله لا يجعله يذهب بعيدًا. بل قد يقود إلى مشاكلٍ أكبر وأكثر تعقيدًا بمرور الوقت. 

وعلى الرغم من كل هذه الجهود في تجاهل الحزن، بمجرد أن تختفي كل تلك المشتتات في نهاية اليوم، ستجد نفسك أمام مشاعرك الحقيقية التي لا تريد الاعتراف بها، أو التعامل معها. وعلى الرغم من ذلك، هنالك من يختار أن يكرر نفس الحلقة المؤلمة من إلهاء النفس كل يوم، والتي تجعلك تستهلك وقت وطاقة أكثر مما تظنه لتخدير هذا الحزن دون أبسط معرفة بماذا سيحصل بعده، والذي قد يكون أسوأ من شعور الحزن ذاته.

 

قد لا تفقد طعم الحزن وحسب، بل وطعم السعادة أيضًا

 

الحزن لا يختفي بمحض اختيارك في ألا تعترف به، لا تستطيع أن تخدر شعورًا واحدًا دون أن تخدر قلبك بأكمله، وتخسر طعم كل الأشياء. 

 

ستخلق مشكلاتٍ أخرى

 

وضع الضماد على الجرح حلٌ سطحيٌ مؤقت، في حين أن تعافي الجرح يأتي من الداخل. مع مرور الوقت ستجد تلك المشاعر التي تقمع طريقها منفجرةً إلى الخارج، بطريقةٍ لا يحمد عقباها.إقرأ كيف تبني قدرتك على التحمل.

قد تبالغ في ردة فعلك تجاه الأشياء، قد تحرقك الشرارةُ الصغيرة، وتطيح بك أصغر العقبات، وتنفجر غاضبًا، أو تستسلم لليأس والاكتئاب، لأنك قد استنُفدت تمامًا وتكون عرضة لمشاكل الغضب الخطيرة التي تؤثر على علاقاتك مع الأصدقاء والأحباء وحتى زملاء العمل.

 

ولا ننسى، المهارب الخطيرة

 

التي ستلجأ إليها لتنسى، في العادة ليس من النادر أن يلجأ الكثير للإدمان على العادات الضارة، والأدوية المخدرة هربًا من حزنهم ونقمهم على الواقع. أو أن يطوروا هوسًا بالأشخاص والأشياء كالتعلق بالماضي، أو تطوير هواياتٍ غريبة.

كذلك، يعمل البعض بجد كي لا يهاجمهم الحزن حينما يجدون وقتًا للفراغ، حتى ينتهي بهم المطاف إلى الاحتراق. 

 

الحزنٌ جزءٌ لا يتجزأ من الحياة

 

الحزن ليس إلا قطعةً كبيرة من كعكةٍ الحياة. قد تكره طعمها، ولكنك ستجبر على تناولها، على أي حال. يذكرك طعمها بما يعنيه أن تكون انسانًا، ما تعنيه السعادة، بقيمة الأشياء التي قد لا تلقي لها بالًا. 

ولكن عندما تسعى لمقاومته، وتبني حائطًا ضخمًا حولك، يحول بين أي تواصلٍ بينك وبين الآخرين، ستشعر في النهاية بالعزلة، مهما كان عدد الناس حولك.

ولكن، وكرجاءٍ أخير اسمح لنفسك أن تشعر بطعم الحزن كما تشعر بطعم السعادة، ولا أعني بذلك أن تختبئ في زاويةٍ ما، بل أن تتعامل معها بطريقةٍ صحية، أن تسمح لروحك بأن تتعافى. فلتسمح لنفسك بطلب كتفٍ ما لتستند عليه، واطلب مساعدةٍ من المقربين إليك لتضع كل شيء في منظوره الصحيح.

واجه مشاعرك، لا تحاول إخفاءها أو الاختباء منها، اعترف بها، أعط نفسك الوقت والمساعدة لتتجاوز كل شيء.

 

تدقيق: زكية العتيبي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
1886