مترجممقالات

7 نصائح مهمة لكتابة رواية سينمائية

ترجمة: سارة الذيابي


حجم الخط-+=

 

 

كتبت هذا المقالة إيرينا برينول ، كاتبة سيناريو، روائية ومسؤولة تنفيذ السيناريو السابقة لدى بي بي سي.

 

قد يكون تَحَدِّيًا أن تسرد قصةً في قالب روايةٍ تحتوي على المقومات الجاذبة للشاشة الكبيرة. ولكن إن برعت رغم هذا التحدي، ستحصل على مخطوطة سينمائية تسحر أعين العملاء والقراء. إليك سبع طرق لتبرع في تحويل أفكار قصصك السينمائية إلى رواياتٍ لا تفوت أبدا.

 

جهز فرضية قوية:

تخيل أن عليك طرح فكرتك على بعض مديري الأستديوهات، هل يمكنك طرحها بشكلٍ واضح ومنطقي دون أن تضيع نفسك أو تخسر انتباههم؟ هل يمكن فهمها بسرعة أم أنها تحتاج إلى الشرح؟ بالطبع، سيكون هناك حاجة إلى عمق في القصة ولكن هذا لا يعني أن الفكرة العامة لا يمكن أن تكون بسيطة.

قصتي كانت عن مراهقتين بُدلتا عند الولادة، أحدهما فتاةٌ عادية، والأخرى مع قوى خارقة وسحرية. والقصة أعقد من هذا وأعمق بكثير ولكنني وجدت أنها قد ألهبت خيال الناس وجعلتهم متشوقين لمعرفة البقية.

 

وظف التفكير البصري:

هذه الفقرة لا تحتاج توضيحًا ولكن، يجب أن تعرف أنه من السهل في الرواية أن تنجرف إلى الشرح وفي الأفكار والأحاسيس الدفينة لشخصيتك. النصوص السينمائية يحييها طاقمٌ كبير، أضواء، تحريك، تصميم، أداء، وموسيقى تصويرية، وهذا للمثالِ لا الحصر.في الرواية، أعي أني لا أملك إلا كلماتي لأشعل مخيلة القارئ. لذلك أحاول أن أكون الكاميرا التي تقرب لك الصورة وتريك المشهد بأكمله

.أحب أن أتخيل عالم روايتي على شاشة واسعة وكبيرة، تقدم لك مشهدًا بَانُورَامِيًّا.في رواياتي،يعني ذلك وصف غابةً متراميةً على مد البصر، تلالًا متموجة، أضواء مدينةٍ في الليل، نظرة طائرٍ للعالم، معركةٌ على حافة منحدرٍ غطته الثلوج. ولكن الأهم، على الرغم من  ذلك، هي الأشياء الدقيقة. التي تكون في الغالب شيئًا يخاطب الحواس كالضوضاء، الرائحة، أو الطعم، أو لمحةٌ خاطفة لتفصيل صغير غالبًا ما يكون مهملًا.باعتقادي هذا ما يضفي الواقعية للحظة ، وبالتالي يعطي القارئ جوًا شخصيًا يستهوي القارئ ويحرك عواطفه.

 

البناء:

الحبكة أمرٌ بالغ الأهمية في الأعمال السينمائية.

إذا كنت ترغب في أن تضفي على  روايتك جوًا سينمائيًا ، أنصحك بأن تركز على  حبكتك.فكر في ترتيب الأحداث والفصول. فكر في اللحظة المناسبة لحين لحظةٍ ما، ولحين انقضائها.فكر في اللحظة المناسبة لتقديم قصة عن ماضي الشخصية إذا كانت هناك واحدة. لكن ما تضمنه من أفكار في بداية  الرواية يجب أن يؤتي ثماره في نهايتها.

ركز على الأسئلة المبدئية، من، ولم، متى، وأين. ما هي اللحظة التي تشعل سلسلة ردات الفعل التي هي قصتك؟ ضمّن نقاط التحول . اصنع المنعطفات وخبئ المفاجآت.حافظ على الوتيرة وعلى تصاعد الأحداث حتى النهاية ولكن لا تتعجل.يبدو الأمر في غاية السهولة؟ لدرجة أنني أتمنى لو كان بتلك السهولة فعلًا.أجد نفسي أمقت كتابة المزيد من الأفلام التي تتكلم عن حوادث مثيرةٍ وقصص من ثلاثة أطوار ورحلة شخصية ما نحو التغيير لأنني حذرة حينما يتعلق الأمر بالقصص المعقدة. اتبع نصيحتي إن شئت، ولكن لا تطبقها بحرفية.

 

التوتر الدرامي:

  هيأت الكثير من الأعمال للشاشات الكبيرة، وكان تركيزي دومًا على بناء الحبكة الدرامية. بعض الروايات ليست دراميةً بالأساس، لذا يتوجب علي أن أعيد صياغة العلاقات في سياقٍ يثير الصراع.

غالبًا ما يتمحور الصراع حول الشخصية وآمالها وأحلامها والعقبات التي تواجهها في الطريق.أحب أن أراقب كل شيء تقوله الشخصية أو لا تقوله، ما تفعله ومالا تفعله حتى ولو كان شيئا لا واعيًا. يزيد هذا من الشعور الدرامي، فاستخدم الفجوات مثل الفجوة ما بين ما تعرفه الشخصيات بين بعضها، وما هو معروف بين القارئ والشخصية لأصنع شعورًا بالاختلاف.

وتذكر الحكمة المعتادة، أظهر ولا تخبر.فالإخبار يفسد الحبكة الدرامية.

 

الأحداث والحوار:

تتمحور الأعمال السينمائية من هذين العنصرين، فحاول أن تضمنهما في روايتك. حينما بدأت أخيرًا بكتابة روايتي الأولى، استمتعت بالفرصة التي سمحت بها لنفسي لأكتب نثرًا وَصْفِيًّا. ولكن بفضل تدريبي على كتابة السيناريو لم أغفل عن السيطرة على نفسي في اللحظات التي شعرت بها بأنني أكتب أكثر من اللازم.

بالنسبة لي، تتمحور القصص حول الفعل والنتيجة.أضع شخصيةً ما في موقفٍ معين واسمح لردات فعله بتوليد سلسلة من النتائج ذات تأثيراتٍ درامية.

حين تكتب السيناريو، لن تحظى بفرصة عرض أفكار الشخصية الداخلية ومشاعرها. سيتوجب عليك استخدام الحركة والحوار لتكشف دوافعها.لذلك عليك أن تنظر إلى الطريقة التي اخترتها لتكشف دوافع شخصيات روايتك في الحوار.

القليل من الحوار غالبًا ما يكون كافيًا في الأعمال السينمائية، فأقضي الكثير من الوقت في صياغته ليدعم عدة مستويات، الشخصية، الحبكة، والفكرة العامة للعمل.

كما ذكرت مسبقًا، في الحياة الواقعية لا يصرح الناس بما يشعرون به، لذلك فكر بالتلميحات وبطريقة حديثنا في الواقع ووظفها في حوارك.

 

اسرد لحظاتٍ لا تنسى:

هل يتضمن فيلمك السينمائي لحظاتٍ كبيرة، حماسية، لا تنسى؟قتالًا، فرارًا، مطاردةً، لحظةَ انتصار أو فشل، أو مشهد كُومِيدْيَا؟خسارةً تنهمرُ لأجلها الدموع، أو لحظةً عاطفيةً مؤثرة؟ غالبًا ما تحتوي الأفلام على سلسلةٍ من هذه اللحظات التي تبقى في ذاكرتك بعد أن ينتهي الفيلم.

وفي المسرحية الموسيقية، قد تكون تلك اللحظات هي الأغاني، وفقرات الرقص.أحاول وأتأكد من وجود ما يوازي هذه العناصر في قصصي. وكلما كانت تلك اللحظاتُ أكبر كلما صَعُب تنفيذها.في نهاية روايتي، ضمنت مشهد معركةٍ كامل . وصدقني إن قلت أن مرحلة كتابة المشهد كانت شاقة جدًا ولكن بعد تنفيذه أعطى المشهد شعورًا دِرَامِيًّا هائلًا يستحق ذلك العناء

.

رحلةُ شخصيتك نحو أهدافها:

تركت إحدى أهم نصائحي للنهاية. وهي فقرتي المفضلة في  كتابة السيناريو.تتمحور كل القصص حول شخصية ماـ، لكن الأفلام تبين عادةً رحلة الشخصية، سواءً على الصعيد المادي أو النفسي

تمتلك الشخصيات في الأفلام أهدافًا يكتشفها الجمهور، حتى ولو كانت أهدافا عاطفيةً، ومحاولاتهم لتحقيق هذا الهدف تغيرهم.ولذلك فكر بشخصيتك الرئيسية، كيف كانت في بداية قصتك، وكيف أنتهى بها المطاف في نهاية القصة.قد تكتب فرضية قصة رائعة، وتكتب لحظات عظيمة لا تنسى وهيكل قصة محبوك بإتقان ولكن دون شخصيات كاملة ومبنية باحتراف ستبدو قصتك فارغة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى